رمضان موسماً لإعادة إنتاج الإسلام المُلَبْرل

منذ عاد محمد عبده من أوروباً قائلاً من أثر الذهول إنّه قد رأى إسلاماً و لم ير مسلمين , و تصوّرنا للإسلام بدأ يفقد مركزيّة النصّ و غائيّة الواقع , إلى أن يتحوّل شيئاً فشيئاً لتصوّر دائريّ يتمحور حول الغرب المتخيّل المثال .

على أنّنا حتى نكون دقيقين فلم يكن محمد عبده أوّل من نحا هذا المنحى , فقد كان لصدمة الحضارة أثرُها السابق على محمد عبده و الذي تجلّى في عموم فكر النهضة أواخر القرن التاسع عشر و أوائل القرن العشرين , بين من دعا للخروج من واقع التأخّر -دون اختزال أيّ مشروع أو مفكّر بذلك- إلى اقتباس التنظيمات (خير الدين التونسي , ابن أبي الضياف , عبدالرحمن الكواكبي ) , أو تقليد الصناعات (رفاعة الطهطاوي , الشيخ محمود قبادو التونسي ) , أو تكثير المعلومات ( علي مبارك ) , وصولاً مع سيرورة المنطق نفسه مع غير الإسلاميّين إلى تحويل اللغات ( سلامة موسى , طه حسين ) .

 

على أنّنا ينبغي أن نقول إنّ التمحور حول الغرب المثال كمنطقٍ كامن لا يحضر بنسبةٍ واحدة ولا بوضوحٍ و قصديّة واحدة كذلك , و أنّنا قطعاً نبتعد في التوصيف عن اتهامات الوجه الآخر للتمحور حول الغرب , و أعني التمحور بالسلب  في شكله السلفي , لهذه المشاريع و أصحابها هروباً من المناقشة أو عجزاً عنها , بأنّها محض غزوٍ فكريّ أو عمالة للماسونيّة ( كما كان الشيخ البوطي يتهم عبده و الأفغاني ) , ولا يمكن إنكار الطاقة التجديديّة الكبيرة لهذه المشاريع و ما حملته من محاولة مواءمة صعبةٍ بين شكل القوّة المتمثّل بحداثة الغرب و أصل الرؤية المتمثّل بالدين لأجل التقدّم بواقع المسلمين المهزوم , و أنّ كشف منطقٍ ما كامن في مشروع فكريّ لا يعني تجريمه و لا عزله عن سياقاته و لا تعريته عن الإثراء و الإضافة , و هذه بداهاتٌ في أيّ نقد فكريّ تُفتقد في عصر التوك شو و المعلومة السريعة و ثقافة الإثارة , التي يُكتب هذا المقال للكلام عنها .

 

و اعتاد الإسلاميّون فيما بعد صدمة الحداثة و مع مراحل الأفكار الكبرى المختلفة , أن يعيدوا إنتاج الإسلام مع كلّ ايديولوجيا مسيطرة لتظهر ثاويةً فيه و متضمّنة في قيمه , و لا تعدم آليّاتُ التأويل المتسعة و إمكانيات القراءة و الاقتباس و التقديم و التأخير اللا محدودة طريقها لإظهار عنصرٍ كامن من أيّ فكرة في تراث الإسلام الضخم .

بدأنا نقرأ مع انهيار الدولة العثمانيّة مثلاً عن جذور القوميّة في الإسلام ثمّ عن مشروعيّة الدولة الوطنيّة , و لاحقاً كتب العقاد كتابه “الديمقراطيّة في الإسلام” ليؤكّد على أنّ أصل الديمقراطية هو في الإسلام و أنّ الغرب اقتبسها منّا فهي بضاعتنا ردّت إلينا , و كتب الشيخ مصطفى السباعي كتابه “اشتراكيّة الإسلام” , ثمّ بدأ مشروع ” اليسار الإسلامي” مع حسن حنفي , إن لم نرد التعرّض لمدرسة “إسلام اللاعنف” مع جودت سعيد , و بدأ – بشكلٍ عالمي أوسع من محدودية النطاق العربي- المفكّر الباكستاني فضل الرحمن بصياغة “الإسلام الليبرالي” , التي سيحاول الكثيرون فيما بعد تقليدها و البناء عليها .

 

 كما أنّ محاولات المواجهة مع هاجس الغرب الذي ازداد حضوره مع انتقال التنوير العربي مع عبدالله العروي إلى الجيل الثالث “الليبرالية الإصلاحية” , و اعتماده المركّز و المنهجي على وسائل العلوم الإنسانية دفع الإسلاميين إلى التعامل مع هذه العلوم باعتبارها “آخر” مبهماً يجب اكتشافه و اجتلابه فبدأ مشروع المعهد العالمي للفكر الإسلامي الساعي لأسلمة العلوم الإنسانية , مستكملاً مسيرة الأسلمة التي ابتدأت بالديمقراطيّة ولم تنته بما بعد الحداثة , و إن لم يكن يمكن وصف الكتابات و الدراسات التي أنتجها و التي تضمّ الكثير من الإضافات المهمّة , أنّها بذات مستوى التبسيط المخلّ للشعار و الخطّة الأوّليّة له .

و لا يمكن وعي سيرورة الملاحقة للغرب هذه كظاهرةٍ فكريّة بحتة , فقد نشات و تغذّت انطلاقاً من وعي المغلوب الذي شعر به المسلمون عموماً أمام الغرب الغالب , و من المظلوميّة التاريخيّة للإسلاميّين خصوصاً في مواجهة السلطة العربيّة التي حاصرتهم باتهامات الرجعيّة و الانغلاق و الإرهاب قبل قيود المعتقلات , فسعى الإسلاميّون للتحرّر من تهم الفكر كوسيلةٍ – في اللاوعي ربما – للتحرّر من ظُلَم الأسر و التضييق و التهميش , ماكينة التهم و الشيطنة المسعورة التي حاصرتهم بها بروباغندا استبداد الشرق مع امبرياليّة الغرب , ما عزّز من شعور المتّهم المجتاج لتبرئة نفسه انطلاقاً من “وعي مهزوم” .

 

و في العقود الأخيرة , ظهر مع تجارب التحديث الاقتصادي على النمط الليبرالي في ماليزيا و تركيّا خاصّة , موجةٌ عارمةٌ من الاحتفال بنجاح الإسلاميّين “الحضاري” , فيما يمكن أن ندعوه بـ “إسلام التنمية” , ولكنها تنمية على النمط الليبراليّ حصراً , و ما طغى في موضوع الاقتصاد طغى كذلك في النظريّات السياسيّة الإسلاميّة المحدثة ( مثلاً : محمد المختار الشنقيطي , لؤي صافي , هبة رؤوف عزت ) التي أنجزت مشاريع بمقدّمات مركّبة و مشغولة بهاجس الاستبداد و الانغلاق الإسلامي الحقيقيّ و بدراسات لا تخلو من عمق و تفانٍ للفقه السياسي الإسلامي , ولكنّها انتهت في الغالب إلى أسلمة ظاهريّة للنموذج السياسي الليبرالي الغربي , و نعني بأسلمة ظاهريّة , أنّها عملت على “أسلمة الدوالّ” مع التسليم بالمدلولات كما هي .

 

أنتج عقد الصورة الأخير ظاهرة الدعاة الجدد , لم تكن ظاهرةً دعويّة بمظهر الدعوة القديم في المساجد و المدارس , و إنّما كانت دعوة نشأت و تضخّمت عبر وسائل الإعلام الحديثة , المتمثّلة بالفضائيّات بدايةً , و الفضائيّات الأغنى غالباً و الممتلكة لرؤوس المال الكبرى , و لئن كان من البدهيّ أن يفرض الإعلام الحديث منطقه على الصورة و المظهر , فإنّ من البدهيّ المسكوت عنه أنّه يفرض منطقه على المادّة المقدّمة خلاله كذلك , فتصبح معايير الكلام هي معايير السوق , و تصبح نسبة المشاهدة هي المرجعيّة المخوّلة بإضفاء القيمة على المادة الفكريّة , لا جودتها و لا عمقها , و لأجل ذلك تروج الآراء السهلة و القابلة للتعميم و التحشيد , بما يلزم ذلك من تبسيط و تنميط و اختزاليّة و اعتماد على العواطف الأولى غير المركّبة , و من تسليم بمنطق السوق و شروط الرأسمال , و استبطان منطقه , في سيرورة متكاملة شرحها عالم الاجتماع الفرنسي بيير بورديو في كتابه المميّز عن التلفزيون .

 

و لعلّ الذي كان كامناً في منطق الدعوة الأوّل عبر الفضائيّات , أضحى ظاهراً حين انتقلت الظاهرة لمرحلتها الثانية و بدأت تكوّن مشاريعها , المشاريع التي كان هدفها إعداد مديرين ناجحين , باعتبار المؤمن القويّ خيراً من المؤمن الضعيف , تجري إعادة التأويل للإسلام هنا , لتكون الحداثة المادية بمظهرها الغربي هي المقصد , و محلّ إثبات التديّن , مع نزعةٍ أمريكيّة تتمثّل بالتركيز على الإدارة , و الاقتصاديّ المبادر , و التنمية البشريّة .

إنّها ظاهرةٌ تدور ضمن فلك الغربِ المثال , و تستبطن منطق الرأسمال الذي تقدّم نفسها بأدواته و سلطته , و بأدوات الدعوة التي يُعاد تأويل غائيّاتها .

 

و انسجاماً مع تحويل رمضان إلى مناسبة استهلاكيّة عامّة , تصنعها شركات الإعلان و رؤوس المال , ليكون التبدّل الأساس لا في نمط التديّن و العبادة , و إنّما في نمط الاستهلاك , الذي يشمل الاستهلاك المباشر للسلع ( التي تتناسب مع إسلاميّة الشهر طبعاً  , من كان يظنّ بالمناسبة أنّ مصر ستستورد فوانيس رمضانيّة من الصين ؟! )  و الاستهلاك غير المباشر المتمثّل بمشاهدة برامج التلفزيون و المسلسلات التي تجهّز طيلة العام لشهر الصيام حصراً من قبل نخبةٍ منفصلةٍ أصلاً عن “إسلاميّة” هويّة الجمهور في كلّ شيء , إلّا في الاتفاق على الاهتمام المشترك بسوق الفنّ في رمضان , أنتجت قنوات الإسلام الليبراليّ الحديثة موسمها الموازي أيضاً , الذي – ككلّ ما أنتجته- يقدّم بضاعة السوق ذاتها بمنطقها الحديث المتغربن ذاته لكن بمظهرٍ إسلاميّ لا شكّ فيه ,حتى يمكن للمسلم الفرار من أغاني روتانا العارية إلى أناشيد “روتانا المحجّبة” , فكانت مواسم برامج الدعاة الجدد ضمن هذا السياق العامّ , دون اعتبار استغلال إمكانية المشاهدة العالية جريمةً , و لا اعتبار أنّ من الخطأ تقديم ما نراه صواباً ضمن حالة من الخطأ العامّ , هذا ضروريّ و ليس ممكناً و حسب , و ليست المؤاخذة هنا على استغلال شهر رمضان في تقديم برامج دعويّة إيمانيّة , فهذا تنطّع مبالغٌ به , و إنّما في في تقديم نسخةٍ أخرى مؤسلمة الظاهر من منطق الاستهلاك نفسه , و الرضوخ لشروط الآخر بدلاً من تقديم بديلٍ مستقلّ عنه .

 

و حتى لا يكون الكلام في المبهم , فلعلّ أهمّ أسماء ثلاثة ضمن تصنيف الدعاة الجدد هم : الدكتور طارق السويدان , و عمرو خالد , و أحمد الشقيري مقدّم برنامج خواطر , و لعلّه ليس من المفارقة أنّ الثلاثة قدّموا بأشكال مختلفة مسابقاتٍ إداريّة ضمن برامج اكتسبت جمهورها من هالتها الدعويّة .

 

و ربما يكون التعليق على الدكتور طارق السويدان , منحصراً ببرنامج إعداد القادة و تركيزه على مهارات الإدارة و القيادة , القيادة بشروط الشركات الحديثة , لأنّه سبق ذلك بحياة طويلة من التثقيف الواعي و الجادّ , مقارنةً بجوّ الدعوة السائد .

 

يقدّم عمرو خالد هذا الرمضان سلسلةً عن تاريخ الأندلس , بعدما استُنفدت قصص الرسول – عليه السلام – و الصحابة و الخلفاء التي حظيت بجمهور غير مسبوق و كانت حدثاً لا يمكن إنكار أثره , و بعدما أخذت مشاريع صناع الحياة و مسابقات المشاريع الإداريّة الناجحة مداها الأقصى , و بعد برنامج إذاعيّ عن قصص الأمل الذي ثارت ضجّة حوله حيث كانت إحدى القصص عن طفلٍ ورث ثلاثة فنادق عن أبيه و نجح في بناء الفندق الرابع , إنّه أمل رأسماليّ محض , يقدّم كأمل إسلاميّ مدعم بالأحاديث و العبرات و الموسيقى المؤثّرة .

إنّها أندلس بعين عمرو خالد , العين العصريّة الباحثة عن حلول لمشاكل ما بعد الـ 2011 خاصّة , مشاكل الفتنة التي اعتزلها عمرو خالد داعياً إلى الحكمة و نبذ الفرقة و التعايش , دون أن ينفي هذا الاعتزال نيّة تأسيس حزبٍ سياسيّ يضمّ رموزاً من النظام السابق لتكتمل لوحة التعايش , إنّها أندلس التعايش بامتياز , ولكنّه التعايش المرغوب المأمول , لا التعايش القائم في التاريخ , و هي ستكون أندلس المنجز الحضاريّ بامتياز , و لكنّه المنجز الحضاريّ بشروط الحضاريّ الغربيّ لا بشروط تايخها و مجتمعها , و هي أندلس الوحدة الوطنيّة , و أندلس الخلافات الطائفيّة , و أندلس الفنون , و أندلس الفلاسفة , و أندلس المخترعات الطبيّة , و الأماكن السياحية التي تعجب الأوروبيين , و كلّ ذلك يقدّم بشروط العين العصريّة و صياغتها لتكون الأندلس ستارةً لواقعٍ يريد عمرو خالد علاجه و نقده و تقديم قدوةٍ له , أمّا أندلس التاريخ فمتروكةٌ لعينٍ أخرى في التاريخ , لا في همّ عمرو خالد الرمضانيّ التلفزيونيّ الحديث .

و لئن لم يكن التاريخ حكراً على المؤرّخ , و يمكن للداعية و الأديب أن يقتبس منه و يتكلّم عنه و فيه , فإنّ سرد التاريخ و تفاصيله يجب أن يكون بمرجعيّة المؤرّخ و منطق التأريخ مع إمكانيّة تبديل الأدوات حسب غائيّة السرد و نوع السارد , أمّا الحديث عن التاريخ بأدوات الداعية و منطق السوق و مرجعيّة النظر المهزوم في المُشكل الحاضر , فهذا سيقدّم حتماً تاريخاً مشوّهاً منتزعاً من سياقه و واقعه , قد يصلح للترويج السريع باعتباره عرضاً مسلّياً في النهاية , لكن على حساب التاريخ  و المستقبل الذي يُرجى منه معاً .

 

بدأ أحمد الشقيري الموسم التاسع من برنامجه ذائع الصيت خواطر , الذي تتزايد شعبيّته و تأثيره مع كلّ موسم , كما تزداد ميزانيّته على ما يظهر .

و لئن قدّم الشقيري صورةً للمسلم و الدعوة أنيقةً و واسعة الأفق و متسقةً مع واقع العصر و مع الإسلام باعتباره مقصديّة مفتوحة لا شعائريّة مغلقة , و قدّم إمكاناً للفعل –و الأمل- الإسلاميّ أوسع أفقاً من قفص الطقوس و الدروس المشايخيّة , فنجح كمقابل لجوّ الدعوة –الخليجيّ خاصّة – السائد القاتم المتقوقع على نفسه و المنفصل عن زمنه و مجتمعه , و القائم على استثارة الغرائز الأولى و مخاطبتها ترهيباً او ترغيباً أو قمعاً بسلطة “لحوم العلماء مسمومة” , هذا كلّه نسلّم به حتى لا يُفهم انتقاد الدعاة الجدد انتصاراً لواقع المؤسّسة الدينيّة المتآكل و المتهافت , و حتى لا يؤخذ النقد كنقضٍ للشخص أو كـ “هجوم” كما تروج هذه الأمور عادةً بحكم الثنائيّات التي أضحت تحكم “عقل الفيسبوك” الذي يتعامل مع الأحداث السياسية و مع التيارات الفكرية و مع كلّ شيء في الحياة بمنطق مباراة كرة القدم , فلا مكان لغير التشجيع  أو التشنيع , و الثالث المرفوع هنا هو العقلُ نفسه .

و لكن هذا أيضاً لا يلغي إمكان نقد هذه الظاهرة , و يمكن وصفها بالظاهرة بحكم جمهورها و أثرها المتسع فلم تعد مجرّد حالة\برنامج .

و ليس التركيز على أحمد الشقيري بحكم اتساع جمهوره و حسب ,  وإنّما لأنّ هذا البرنامج كان الأقدر على تجسيد فكرته كاملةً , و الأوسع تغطيةً لمجالات تحقّق\طموح رؤيته , التحقّق الغربي (الذي يتمظهر كذلك عبر الإسلام التاريخي) المقابل للطموح الإسلامي اليوم .

يأخذ الشقيري منتجات الحضارة الغربيّة بشقّها المادي متفرّقةً و منتزعةً من سياقها و تاريخ صيرورتها  و واقع الحضارة الذي أنتجها , لتكون مستفزّة للوعي الإسلاميّ و منبّهةً له على قصوره الحضاري و ضرورة “التحسين” ليكون مثلَهم .

يستدلّ على أمانة المجتمع في دولة أروبية بمتجرٍ مصغّر مشرع على الطريق دون بائع و يدفع الجميع ثمن الماء و الشيبس , و على أن لا قفل على خزانة الصحف , و يُطلب منّا فوراً أن نقارن بأنفسنا , يهمل البرنامج أنّ هذه “الأمانة” لم تحصل إلّا بعد تراكم رأس المال و التواضع على أخلاق سوق مستمدّة من هذا التراكم , التراكم نفسه الذي لم يحصل ولم يستمرّ دون مسيرة طويلة من “اللاأمانة العامّة” المتمثّلة بسرقة شعوبٍ أخرى و فرض الهيمنة عليها لتحقيق الوفرة من جانب واحد , إنّها أمانة ثمن عبوة ماء الذي لا يعني شيئاً في دول تستحوذ على أنهارٍ من البشر الآخرين .

و يتكلّم عن الدقّة و الضبط في مطار دبي , مستشهداً بذلك على الإحسان في العمل , و أنّ من الممكن لمدينة “عربيّة” أن تبلغ أفق الحضارة , هذه المدينة لم تكن غير دبي نموذج التحديث السنغافوري النيوليبرالي البحت , و غير القائم إلّا على مراكمة منجَزات التحديث و غسيل رؤوس المال الكبرى في العالم عبر ناطحات سحاب لا وظيفة لها إلّا صنع فقاعة من الحداثة الماليّة , حداثة المظهر و تقديم الرفاه لمن يدفعون ثمن المظهر , قامت على الآلاف من العمال الآسيويّين المسحوقين  , و على تضييع أبسط مقوّمات الهويّة مقابل النجاح النيوليبرالي المعولم …. و الإسلامي .

و لعلّ من المفارقات أنّ المجتمع الأوروبي كلّه موضوع للاعتبار و النظر و تقديم المثل الحضاريّة  فليس شرطاً أن يؤخذ المثال الحضاريّ من الدولة وحدها , , أمّا في الشقّ الآخر غير الأوروبي , فالإنجاز الحضاريّ يتمثّل بالمشاريع الاقتصاديّة الشبابيّة ( في أحد حلقات الموسم الماضي كان الحثّ على القراءة عبر مسابقة من يصمّم مكتبة ناجحة في المول ) و بما تنجزه الدولة , ذاك لأنّ صورة الغرب في هذا النموذج معقلنةٌ بالكامل مجتمعاً و قطاعاً خاصّاً و سلطة عامّة , أمّا الشرق فلا تحضر العقلنة فيه إلّا عبر المركّبات فوق المجتمع سواءٌ كانت السلطة أو المشاريع التي تتحلّى بإدارة طموح .

يعلّق أحد الأصدقاء الأردنيين على حلقة مخيّمات اللاجئين السوريين في تركيا عبر تويتر في تعليق غاية في البساطة و العمق إنّ ” كاميرا خواطر9 لم تصور البيت الذي في قرية الشجرة بالرمثا الذي استقبل لاجئين سوريين فوق طاقته ، فهو بلا تقنية أو إدارة راقية أو تفكر و إحسان ” إنّ مثال الإحسان للاجئين هو ما يتبدّى عبر معايير الإدارة و التقنية ذات المظهر الأنيق , أمّا فعل الإحسان المجتمعي فغير مشمول في ذلك , لأنّ مجتمع الشرق ليس مثالاً للعقلنة كمجتمع الغرب , الذي لو استقبل أحدٌ لاجئاً في بيته في ضواحي باريس لكان مثالاً على الأخلاق المفتقدة لدينا .

لا تتمّ قراءة الحاضرة وحده عبر هذا النموذج الذي يعتبر غرب المادة المثال هو مرجعيّة إضفاء القيمة فيه , و إنّما قراءة التاريخ أيضاً تتمّ داخل المنطق نفسه , فلا يُستحضر من التاريخ الإسلامي إلّا منجزاته العلميّة الماديّة على الشرط الغربي في تعريف الحضارة و العلم .

مع التذكير بحجم الميزانيّة الهائل الذي يلزم برنامجاً يلفّ العالم ليصوّر الحفر في أمريكا و الصحف في السويد و حصة الرياضة في اليابان والعتبة الحديد لخيم اللاجئين في تركيا , إنّ منجز الثروة لا بدّ أن يتأثّر و يُحكم بمنطقها , حتى دون وعيه .

 

برنامج خواطر يحاول –بصدق- تقديم نموذج حضاريّ قدوة , و كان له أثر في تقديم خطاب إسلاميّ قادر على تمثيل الشباب و تخليصهم من أسر الشكل البائس المتقوقع للفعل الإسلامي الرسمي المتمثّل بالشعائر و الخطب الوعظيّة المكرّرة , ولكنّه قدّم منجزاً يستبطن في منطقه نفسه معيقات الفعل الحضاريّ المتسقلّ و الواعي بمشاكله و إمكاناته , إنّه الوعي المهزوم نفسه ولكن بصورة أكثر أناقةً و إتقاناً و حداثة , و هذا ما ننتقد فيه و في هذه الظواهر , نقد ضمن مستوى التفكير فيها و مراجعتها , لا ضمن الهجوم و المحاكمة و البحث في النوايا .

 

و ما دامت ظواهر ضمن الفضاء العامّ تؤثّر فيه و تتأثّر به , لا ظواهر معزولة خاصّة بأصحابها , فمساءلتها واجبة و التفكير بها بدهيّ و الاختلاف معها كما الاتفاق من سنن الأمور , بعيداً عن التوثين المفضي إلى محض تكرار الكلام وراء الرموز , و بعيداً عن التخوين المفضي إلى محض تعطيل العقل لقطع الرؤوس .

 

و الله أعلم .

About أحمد أبازيد

facebook.com/abazed89
هذا المنشور نشر في Uncategorized. حفظ الرابط الثابت.

47 Responses to رمضان موسماً لإعادة إنتاج الإسلام المُلَبْرل

  1. التنبيهات: رمضان موسماً لإعادة إنتاج الإسلام المُلَبْرل | شبكة قدس الإخبارية

  2. عبدالله كتب:

    كأنك أجبت على تساؤلاتي لما أشاهد حلقات خواطر، صحيح أن البرنامج له قاعدة جماهيرية، لكنني غير معجب بطريقة تقديمه للغرب من خلال لقطات لا توضح الصورة كاملة أو انتزاعه للتراكمات اللي جعلتهم على ما هم عليه الآن. يعني مش معقول أتكلم عن لاس فيجاس بكل هذي المثالية وتكون هي النموذج للدول الإسلامية!

    نفس الصورة أو الإشكالية كانت مع رفاعة الطهطاوي لما مدح باريس وفرنسا في نفس اللحظة اللي كانوا فيها يدكون الجزائر بمدافعهم، باريس كانت نموذج للطهطاوي في نفس اللحظة كانت تمثل عدو كافر لمسلمي الجزائر

    مع كل هذا التحليل ومعرفة الواقع أتمنى معرفة الحل اللي ممكن نساهم

    • شكراً لك أخي عبدالله , في الحقيقة اعتراضي ليس على الاقتباس من الغرب أو الاستفادة منه , و إنّما على تخيّله كمحور و غاية للنهضة , أمّا الحلّ فلا أحد بيده الآن حلّ كامل و ناجز , يمكن أن نقول إنّ الجميع يسعى إلى هذا الحلّ الكامل , و إنّ من طبيعة الحلّ الكامل ألّا يتحقّق كاملاً لئلّا يركن الناس إلى السكون , هذا الحلّ الآن الذي يتأسّس على الانطلاق من مشاكلنا كما هي و من نظرة مستقلّة عن هاجس تقليد الآخرين , وعي الذات و النظر الواثق -لا المهزوم- إلى الواقع و المستقبل , هو أوّل شروط هذا الحلّ .

  3. متابع كتب:

    صدقت بذكرك ،، ممن يحاولون تطوير الفكر الأسلامي العام ودفع الناس بفكرة( تعو شوفو أخلاق وتقدم أوربا لازم نصير مثلهم) المشاريع المقلدة لأمة لاتنجح ، الأقتصاد الأنسان الأمة الأفكار الأعلام.. نحتاج شيء خاص والدفع بهذه الطرق المعتبرة أن الغرب هو مصدر أستنباط للأفكار والقدوة لن ينجح وأي فكرة لن تنجح معنا كما ذكرت ممن ألفو كتب ( الأشتراكية الأسلامية أو اليبرالية الأسلامية .. الخ) تلك الأمم أستنبطت هذه الأفكار وفق الحاجة الأنسانية لها وفق أفكارهم الخاصة المدفوعة لتحسين المجتمع ولجمعه وترابطه وجعله متماسك وقوي بجميع فروعه الحياتية ،، فرنسا العلمانية بالنسبة للفرنسيين هي مشروع ناجح أما نحن نرا فيها ثغرات لا يمكننا قبولها المشروع الأشتراكي فيه ثغرات بالنسبة لنا وليس فيه ثغرات بالنسبة لمن أنشأ هذا الفكر (ماركس لينين ) وفشل الأشتراكية نتيجة لرؤية الشعوب التي كانت تعيشها أن الفكر الأشتراكي فيه ثغرات لم يستطعيوا تقبلها فأنهارت الأشتراكية بسبب هذه الثغرات التي رأتها تلك الشعوب فيها
    في النهاية أي فكرة جديدة لنا كعرب مسلمين نحتاج لتكامل الأفكار في جمع المجالات والبدأ بأنشاء شيء جديد خاص فينا بأمكانه أن يكون قدوة لغيرنا مستقبلاً .. كما نحن الأن نبحث عن قدوة!
    صدق جدي عندما قال (الفاشل يبحث عن قدوة) 🙂

  4. اوافقك لحد كبير
    هناك بعض النقاط التى وددت لو اسهبت فى توضيحها اكثر مثل الفرق بين متجمعات الشرق والغرب فى نقدك لبرنامج خواطر ..

    • شكراً لك
      بالنسبة للفرق في النظر للمجتمعات , فقصدت أنّ المجتمع في دولة أوروبية يمكن أن يُستفاد منه دروس حضاريّة , كما يستفاد من المشاريع الاقتصادية فيها , و من إدارة الحكومة لها , لأنّ الغرب بنية عقلانيّة بالكامل في كافة مستوياتها .
      أمّا مجتمعات الشرق , فالأمثلة على الإنجاز الحضاري , لا تكون إلّا من مشاريع أو من دول مقتبسة أساساً من الإنجاز الحضاري الغربي , المجتمعات الشرقيّة نفسها مهمّشة و لا تعتبر مثالاً على العقلانية أو الحضارة في هذا النموذج .

      • Hagar كتب:

        تعتقد أن الدول الشرقية المتحضرة لم تكن حضارتها وليدة أرضها ولكن جاءت من بلدان آخرى .. كحال دبى التى ذكرتها والتى يستشهد بها كثيراً فى برنامج خواطر ومدن المملكة الصناعية آيضاً .. جميل جداً .. (:
        آحياناً اشعر بالإكتئاب من ذكر امثلة اوروبية امامى ولكن اهدأ اذا رأيت ينبع الصناعية او مثلا الجبيل الصناعية المعروفة ف المملكة بإنها مدينة أثرياء المملكة والأمريكان وما بها من تقدم وخدمات .. ولكن حتى هذه المدن المشرفين على تطويرها هم اجانب فى غالب الأمر .. فأقول لله الأمر من قبل ومن بعد !
        على العموم شكرَ الله لك على تلك المقالة التى صحَّ بها نظرى لهذه البرامج وهذه الدنيا ..

  5. اهنئك أخي ابازيد على هذه المقاربة المعرفية لبرامج الدعاة الجدد..وإن كان بعضها اخف ضررا من البعض الآخر..وأرى أن برنامج خواطر أكثرها تسطيحا..لا أعرف كيف يفرق هذا الرجل بين ما يسميه منجزات منفصلة عن سياقها وتاريخها..هل الثقة مثلا هي ان افتح محلا بدون بائع..والله إنه لنموذج مختزل لدول فقدت الثقة في كل شيء..فيمكن ان ينجح ذلك..كما في مصر حيث نجح مشروع الاتوبيس ب 95 بالمئة..ولكن هل يعني ذلك أن الثقة عند المصريين مرتفعة..لا والله ثم لا والله ثم لا والله..لو تأمل فقط في تجربته في مصر..لغير مسار خواطر على الأقل إن لم يوقفه

    • شكراً للطفك أختي جميلة و إضافتك , حقيقةً مشاهدة حلقة واحدة من برنامج الأندلس لعمرو خالد تجعلني مقتنعاً بأنّ لقب الأكثر تسطيحاً ليس الشقيري من يستحقّه .
      و هذه الاختزاليّة و فصل الأمور عن سياقاتها إضافةً للوعي المهزوم , أكثر ما يؤذيني في هذه البرامج

    • محمد علي كتب:

      لا افهم هذا الكم من التشاؤم . والنظر بسوداوية للامور يقول الحبيب عليه افضل الصلاة والسلام “من قال هلك الناس فقد أهلكهم” نحن مطالبون في كل لحظة بالنظر والتركيز على الجانب الجيد في الحياة حتى يكثر ويزداد حتى لو كان الجرح نازف , أما تبرير السوء فيحسنه أي أحد ولا يلزمه كثير عناء وتفكير. ربما لو خرجتم أيها المعلقون بأفكار منافسة لخواطر لأيدتكم ووقفت معكم ولو كان النقد موضوعي لما ترددت في التفكير فيه , لكنني ألحظ اتهامات جزافية لإنسان قرر أن يفعل شيئا بدل الركود والولولة على حال الامة الضائع . مع احترامي للاخ بايزيد هل نستطيع أن ننهض كمسلمين في أي جانب من جوانب حياتنا دون محاكاة الامم المتقدمة والاستعانة بعلومها وتقنياتها بل وبعاداتها التي تمثل الاسلام أكثر من المسلمين , هل نستطيع الخروج من نكبتنا الحضارية والاخلاقية دون النظر لنموذج أكثر اشراقا (ولن أقول كاملا) منا أم اننا سنردد أن كل شيء موجود في اسلامنا العظيم ولا نحتاج أن نستعين بالاخرين .

  6. انا فعلا غير قادر على استيعاب عدم فهم الكاتب -مع احترامي ليه- لابسط قواعد الحضارات ونهوض وتخلف الامم … كيف يعتبر اقتداء الامم “المهزومة ” بالمنتصرة في تطوير جميع جوانب حياتهم بما فيها مواءمة ايديولوجياتهم للواقع خللا وتقصيرا !!! اليس هذا هو الطبيعي وهو وسيلة عكس سلم الحضارات … كيف نهضت اوروبا ؟ كيف تأثرت بالحضارة الاسلامية -المنتصرة حينها- لقد فعلو اكثر بكثير مما فعلنا .. نقلو علومنا وترجموها , تكلمو لغتنا اتبعو ثقافتنا اقتدو بنا بما شكل اغلب معالم حضارتهم حتى وصلنا الى مرحلة في سلم الحضارات حيث بلغنا من السقوط وبلغو من الصعود -جراء تأثرهم الكامل بنا- حد التساوي .. ثم بدأ عكس السلم .. فاستمر صعودهم في تجاوز واضح لنا .. بينما استمر سقوطنا حين تخلينا عن مبادئنا لهم فبدل الانفتاح والعلم -الليبرالية الاسلامية- انتقلنا الى القتال بالسيوف والخيول في عصر البندقية والآليات الحربية فهزمنا عسكريا … انتشر التطرف الديني وهوجم العلماء ومخترعاتهم تحت مسمى البدعة وبفتاوى الاغبياء والمتطرفين بينما ثارو على كنائسهم ورسخو كثيرا من مبادئنا في احترام العلم والمنجزات الحضارية والفلسفة والهندسة باقسامها والطب ووووو… على انها مبادئهم … وجئنا نحن بعقليتك المنهزمة لنقول اننا -بما يفعله المجددون منذ محمد عبده والطهطاوي الى عمرو خالد والسويدان والشقيري وغيرهم ممن احدثو ثورات وزلازل في الدعوة اثرت حتى على الفكر الاسلامي الذي ثار فيه القرضاوي وغيره ليكملو مسيرة الشباب – فاننا نترك ديننا – بنظرته ومفهومه المتطرف الذي اسقطنا والذي هو بعيد كل البعد عن واقع الدين على مر تاريخ حضارتنا – الى الحضارة الغربية “المادية التي تعتمد على انجازات مادية” التي هي اصلا حضارتنا .. جاهلا او متجاهلا ان الغرب لو لم يمتلكو المبادئ الاحسانية التي تحدث عنها الشقيري التي نحلم نحن مجرد الحلم ان نعود اليها بعد عشرات السنين من الآن “كحلقاته الاسطورية في اليابان” لما كانو وصلو الى اي من منجزاتهم الحضارية ومستوى اتقانهم “بغض النظر عن سياسات حكوماتهم القذرة في جلب الموارد التي لا ذنب لشعوبهم بها بشكل مباشر” والذي هو لب اسلامنا وحضارتنا … الفكر الذي ينبع وينشأ عنه الانجاز على جميع الاصعدة … والا فما هي نظرتك عن الاسلام ؟! لست من اتباع الثنائيات الفيسبوكية لكن كلامك لا يعني الا انتصارا للاصولية المتطرفة .. او منهجا لا تعرف حتى انت ملامحه لا هو هذا ولا ذاك وانا لا اعتقد ان هذا ممكن ولو امكن فارجو ان توضح اذا ما منظورك ؟؟ كامل الشكر والاحترام والاعتذار عن اي اساءة ممكنة 🙂

  7. أسامة كتب:

    أناأوافقك الرأي بنسبة 70 إلى 80 في المئة أما عمرو خالد في برنامجه قصة الأندلس فقد كتر الكلام عنه جدا وبات واضحا “تشويهه” للتاريخ وتقديمه في طبقه الخاص كما يريد ويشتهي ولكنني أظن أنك قد ظلمت الشقيري قليلا فهو فيكل حلقة يؤكد على أن هذا مثال ولا يمثل المجتمع ولا الحالة العامة حتى عندما عرض حلقة الثقة قال بأنك من المستحيل أن تجد هذا المثال في مكان آخر .. لكنه هنا موجود فلم لا نستفيد منه 🙂
    وهو يؤكد في كل حلقة وفي كل مثال على أننا يجب أن نأخذ الجيد من عندهم والأمثلة من حلقاته عديدة جدا وأما قولك عن تخليه عن إظهار حسنات مجتمعاتنا فأوافقك بهذا بشكل كبير لكني أظن من مبدأ “التمس لأخيك عذرا” أنه قد غاب عنه وحبذا لو نقدمه كنصيحة له ولا أظنه سيرفض ^_^
    مع شكري الجزيل للمقالة الرائعة 😀

    • لا أحد يإمكانه أن يقول إنّه لا يجب التعلّم من الغرب و الاستفادة منه , و حتى أنا معظم قراءاتي الأخيرة في الفكر الغربي , و لا يمكن لي الكتابة أو التفكير منفصلاً عنه , لكن المقال يتكلّم عن اعتبار النموذج المادي الغربي القدوة التي يجب الوصول إليها لتحقيق التقدم , مفاهيم الحضارة و التحدث و التقدم كلّها تعرّف بمرجعية النيوليبرالية الغربية , و تعتبر هي مركز الرؤية و منطلقها , و هذه ليست استفادة للذات بقدر ما هي استلحاق طوعي بالآخر , من يستفيد يجب أن يتحلّى بقدر من الاستقلال و الثقة حتى يبني مشروعه الخاصّ

      • أسامة كتب:

        في بداية خواطر 5 في اليابان كتب الشقيري : لم نذهب للتقليد ولا للتمجيد ولكن لنأخذ منهم كل مفيد .
        وأراه دوما يركز على عدم التقليد وإنما أخذ ما يصلح لنا من المجتمعات الغربية التي سبقتنا اليوم كثيرا وتطبيقها في حضارتنا التي يدعونا لصنعها ولا أراه أبدا يدعونا لاستنساخ حضاراتهم 🙂
        ربما أنت تابعت حلقة واحدة ووصلتك الفكرة مشوهة من البرنامج ! أو ربما استطاع إقناعي بهذه الفكرة -فكرة بناء الحضارة الخاصة بنا مع التمسك بالدين وأخذ الحسن من الغرب- كما فعل مع ملايين شباب الوطن العربي الذي بات يفكر في الإحسان والتحسين 🙂

  8. عمر كتب:

    كلام عميق اهنيك عليه أخ أحمد .. هل الحل بمعالم جديدة على الطريق برأيك؟

  9. omar alhashemi كتب:

    من غير مديح، أحسنت.

  10. علي محمد أبوالحسن كتب:

    سعادة الأستاذ أحمد أبازيد
    أخي اسمح لي أن أستفيد و أفيد من مقالتكم المعنونة [ رمضان موسماً لإعادة إنتاج الإسلام المُلَبْرل ]
    ولي رجاء ألتمسك فيه وهو : أن تتكرم علي إن تيسر هذا لكم وتناسب مع شريف وقتكم بالاطلاع على بعض البرامج التي قدمتها و إفادتي والإشارة علي بنقدكم الموضوعي وتحليلكم الممنهج ، تحقيقا لواجب التواصي بالحق من قِبلكم ، وأعدكم بنشرها في صفحتي وحيث أجد من يتابع أطروحاتي ، إحياء لشعيرة التواصي بمثل طريقتكم في المقال ..
    علي محمد أبو الحسن
    https://www.facebook.com/Draliabohasan
    http://www.youtube.com/user/AliAbohssanTV
    https://twitter.com/DrAliAboAlhasan

  11. ابو السمن كتب:

    انا اردني …

    يسعني ان اقول .. ان العقل السوري عقل مستقل .. ويبحث عن “التفرد” والاستقلالية .. ويرفض ان يكون تابعا ..

    يتجلى ذلك في المقال..

    رائع ..

  12. أخي أحمد.. أبدعت كالعادة، و لكن لم تقدم بديلاً واضحاً لما هو موجود، ربما بنظرة ثاقبة تجعلنا لا نقع فخاً في بعض الأفكار التي ذكرتها، و لكن باقي الناس لا يعون ذلك، و ربما ذلك أفضل.. ألا ترى معي أن العقل الباطن (سيطبخ) جميع الامور الموجودة على الساحة و يخرج لنا بمنتوج فكري جديد.. ما أقصده أنه ما نراه الآن ما هو إلا “متطلبات المرحلة” ولكن بشكل خفي، و في المستقبل سيكون تغيير إلى الأفضل بشكل غير مباشر.

    أستمتع دوما بقلمك 🙂

    • رحمة بوسحابة من الجزائر كتب:

      و كاني بمقولات المسيري عن الحداثة الغربية و الرؤية الاسلامية تتجسد منتشية في ثنايا مقالك أخ أحمد بوركت /، تعلمنا منه رحمه الله أن اسلامنا العظيم هورؤية قائمة بذاتها تملك كل مقومات تحققها في الواقع ،و ما اعاقها و لا يزال يعيقها بشكل رئيسي هو مثل هذا الخطاب الاسلامي الحديث و المعاصر الذي لازال محاصرا ضمن مركزية الغرب في الجوهر برغم كل الدوال الاسلامية المنوعة التي يحاول استخدامها كما اسلفت ، نحن اليوم -كجيل مسلم جديد يجري مراجعاته المسؤولة و مساءلاته المشروعة للنماذج المتاحة أمامه في الغرب و الشرق – مطالبون بضبط علاقتنا بالغرب و الاخر عموما وفق التحيز لنموذجنا الاسلامي لاعتبارات عدة اهمها ان الرؤية الاسلامية نفسها هي البديل الأمثل للحداثة الغربية اليوم،أو على الأقل باعتبار أن الابداع من خارج نموذجنا و وخصوصيتنا امر غير ممكن و لن يحدث اي نهضة محتملة .

  13. Ahmed AlShair كتب:

    أشكرك على هذا المقال الهام الذي عرج على كثير من النقاط الساخنة..
    لكن يحضرني تساؤلات كانت تتكرر تقريبا مع كل فقرة من فقرات المقال..
    هل لدينا في الإسلام ( كمنهج وتاريخ ) آلية ثابتة أو خطة واضحة للنهوض وبلوغ الحضارة والتقدم؟
    ما الضرر من أن نستفيد من تقدم غيرنا وأن نجعل منه حافزا لنا على التغيير للأفضل؟
    هل لديك بديل مناسب لا يضم شيئا مما سميته ” الإسلام الملبرل ” على الأقل للثلاث أمثلة التي استطردت في ذكرها بحيث يجمع هذا البديل بين حسن العرض وبساطته مع عمق المحتوى ودقته؟

    لا أعتقد أن استحضار بعض الجوانب الإيجابية في الشعوب والأمم المتقدمة ينفي وجود سلبيات أخرى لديهم..
    ولا يعني ذلك أيضا أننا نجعل من هذه الجوانب هدفا وغاية.. بل هي وسيلة نستعين بها على تحقيق هدف عمارة الأرض بشكل أفضل..
    وهو هدف من صميم الإسلام..

    لو كان الإسلام مقتصرا على ما جاء في كتب التاريخ عنه، وما ورد في مصادر تشريعه فقط دون إعمال للعقل وانطلاق نحو التجديد وموائمة الواقع وتطويره لظلت الأمة الإسلامية متأخرة عن غيرها على مدى العصور..
    وهو ما لم يحدث إلا في فترات الجهل والتأخر على مدار التاريخ!

  14. Mysara Mostafa كتب:

    “يأخذ الشقيري منتجات الحضارة الغربيّة بشقّها المادي متفرّقةً و منتزعةً من سياقها و تاريخ صيرورتها و واقع الحضارة الذي أنتجها , لتكون مستفزّة للوعي الإسلاميّ و منبّهةً له على قصوره الحضاري و ضرورة “التحسين” ليكون مثلَهم .”
    كنت قريت كتاب من زمان كان بيتكلم عن مشكلات تطور المجتمعات العربية و لخصها فى العصبة والسلطة والغرب وركز على حتة ان المجتمعات الغربية تطورت تطور طبيعى بحكم نشأتها وصراعاتها أما فى الدول العربية فالتطور كان مزيف لأنه مجاش من تفاعلات المجتمع لكن جه يا اما بتدخلات سلطة منعزلة عن الشعب وبتدخل الغرب لمصالحه فطلعنا كده حاجة مشوهه

  15. hanaan كتب:

    أتفق وأختلف …
    لكنه طرح رائع والفكرة أيضا رائعة لكنني لا أجد البديل واضحا
    ليتك أشرت بإسهاب لحلول ولو مقترحة لهذا الخلل الذي غلف الخطاب الإسلامي الدعوي الجديد….
    وشكرا لك

  16. سمية أبوالخير كتب:

    أتفق معك في الكثير مما طرحت وأبدي اعجابي بنقدك الموضوعي جداً والراقي
    لكن ألا ترى معي أنها طبيعة الإعلام كهذا؟ لا يمكنه أن يطرح لك المعلومة بكل تفاصيلها وموضوعيتها كما لو طرحت في كتاب مثلاً
    ولو طرحها بكامل موضوعيتها -كما تُطالب- لفقد جمهوره الذي تجذبه البساطة أكثر من العُمق ولفقد جماهيره غير المثقفة والقارئة -غالباً-

    برأيي أن مثل هذه البرامج ماهي إلا لتنبه المشاهد نحو فكرة معينة وتستفزه للبحث عنها واكمالها وفهم ماورائها

  17. amjad كتب:

    أليس الإسلام صالحا لكل زمان ومكان؟
    ألا تتغير المجتمعات بتغير الزمان ؟
    بجمع السؤالين السابقين نرى أننا أمام خيارين إما أن نجيب بالنفي على أحد السؤالين السابقين وهذا غير مقبول أو أن نصل إلى استنتاج أن الإسلام نفسه يتغير بتغير الزمان والمكان.
    إذا لم نسلم بهذا الاستنتاج الاخير فكل محاولة للنهوض بالمجتمع سوف تجابه بتهمة الخروج عن الإسلام شكلا أو موضوعا حتى ولو كانت من قبل الإسلاميين كما حللت في مقالك واتهمتها بلبرلة الإسلام.
    الليبرالية هي أقوى وأعلى ما توصل إليه الفكر البشري إلى الآن من صيغ عيش المجتمعات وتعاملها وحضارتها ودليل هذا الكلام أن الليبرالية اليوم هي الفكرة الأقوى على وجه الأرض بل الأقوى على مر التاريخ.
    ولكن وفي نفس الوقت أنا لا أقول أن مسيرة العقل البشري قد توقفت هنا ، أبدا ما زال العقل البشري قادرا بل مطالبا أن يبدع المزيد وهنا أقول لمن ينتقدون فكرة الإسلام الليبرالي هل باستطاعتك أن تأتي بفكرة أقوى وأعلى منها ؟ هل بامكانك أن تأتي بنظام اقتصادي اجتماعي سياسي عالمي قادر على أن يحكم العالم كله يكون بديلا لليبرالية ؟ بل كم سنحتاج من الوقت والعلماء والمفكرين لكي نقوم بمثل هذا المشروع الحضاري ؟ أنا يا سيدي أفضل أن أقتبس المفاهيم الليبرالية على أن أفكر بغيرها إذا لا أرى من ذلك جدوى لي في حياتي القصيرة في عمر المجتمعات والحضارات.

    • amjad كتب:

      توضيح : أقصد بالإسلام هنا المنهج الحضاري والاجتماعي وليس الشعائر والعبادات وأحكام الفقه التي لا تتغير لأنها ثابتة بنصوص الكتاب والسنة

  18. المقال جميل وراقي بنقده ومبشر لو انتشر مثل هذا الفكر بين الشباب للنقد والتطوير
    طبيعي في كل الشعوب أن تقلد الأقوى لأن فطرة الإنسان تعجب وتستلهم من الناجح .. لكن أن يكون لفترة طويلة ودون إنتاج شيء خاص بها بعد هضم خبرات غيرها هنا المشكلة ..
    لكنك لم تذكر أي نماذج قدمت طرح مستقل ومحاولة لوعي بالذات والهوية وتقدم حلول من واقعها .. ولا أظن أنه انعدم

  19. زاهر حمدون كتب:

    يا أخي أحمد…. دلنا على الخير بارك الله فيك…. ألا تؤلف لنا كتابا يحل هذه المعضله وكيفية النهوض بهذه الأمة ومن أين تبدأ تلك النهضة ؟؟
    من هم الدعاة الذين تعتقد أنهم ما زالوا محافظين على مدرسة الإسلام الحقيقية ؟ ما مشلكة الشيخ راغب السرجاني ؟
    اللهم اجعلنا من أولي الألباب

  20. أبو عمر الجوابرة كتب:

    أبدعت يأ أحمد ….. سددك الله و نفع بك

  21. Mohammad كتب:

    مقال رائع استاذ احمد ………حبذا لو تفريق بين الحضاره والمدنية وانا المدنية تبنى على الحضاره
    وان النظرة للانسان والكون والحياة وماقبلهما ومابعدهما هما ل المبدأ الذي تبنى عليه المدنيه التي يتحفونا
    بنماذجها

  22. Abdullah Msalmah كتب:

    بل مهندساً فكريّاً وثقافيّاً , ومُجحف من يصفُك معماريّا ويصمت .. هذا ابتداءً

    و – كما أسلفتَ – و أثنّي عليه أنّ مكامن ذلك النّهج وعيٌ مهزوم في عمقه , ومأمول باستنساخ الصّبغة الغربيّة و حقنها في الوجه الشّرقي .
    ربّما العيش في أمريكا ” الجبهة الأعرض للحداثة الغربيّة ” في سنّ الثامنة عشر – أي في أواخر مرحلة الفتوّة – قد يُنتج بيئة حيّة لتصادم الأفكار أو توافقها وتداخلها أو ذوبانها أحياناً , حدّ الانبهار بها من منطلق مهزوزْ وغير مبلور , وأعني به الشّقيري كنموذج قائم متخرّج من جامعة كاليفورنيا الأمريكيّة .
    وما قد يُرى أنّ معظم الحضارة الظّاهرة ليست أكثر من مدنيّة بحتة منسجمةً مع المذهب الغربي السّائد الرّامي للمادّة قبل الأخلاق والسّمو .

    إذن ، تسعة أجزاء أي تسعة أعوام و ” خواطر ” في سيرورةٍ حثيثة الى صيرورة اختزال للنموذج الغربي وتقديمه للمشاهد بالأحْضر والأقدر والأصلح , بينما برنامجاً آخر يُبثّ على نفس القناة ذا عمق وقيمة معتبرة – ولم تُرصد له عُشر معشار الميزانيّة المعدّة لخواطر والتي تتضاعف في كل موسم – يتم إيقافه في أوّل احتكاك جادّ له بالسّقف المحدّد لتلك القناة إلى إشعار آخر (إلى غير رجعة بتعبير أدقّ) .
    أمّا عن الافتتاحيّة في مقدّمة برنامج خواطر فأعترف بأنّها معدّة باحترافيّة عاليّة من حيث التّركيز على المحتوى القِيَمي المحض ليسهُل التّمهيد لتناول مادة الحلقة في كلّ مرّة متماهياً مع العقل اللاواعي , واللاشعور ( كـ كفّ الأذى واحترام الآخرين – الأمانة – العَمَل – التّعاون و الوحدة – ..الخ )

    أخيراً هذه المقالة بلا أدنى مجاز لوحةً فكريّة ذهبيّة رصينة يجب أن تصل الى المعنيّين .

  23. محمد جامع كتب:

    مقال قوي جزاك الله خيرا … البداية والتسلسل التاريخي والتأصيل أهم ما يميزه … جزاك الله خيرا

  24. أبا بكر كتب:

    أخي لو جعلت مقالتك أسهل قراءة, فإن الأمة باالأساس تعاني أنها لا تفهم على مفكريها
    و الفكر البعيد عن عقول الناس ……. سيبقى بعيدا عن حياتهم
    وجزاك الله كل خير

  25. شهادة مقدسية كتب:

    والله كان قلبي حاسس ان في مشكلة بس ما كنتش عارفة اشخصها ..
    بس هلا السؤال كيف يتشكل لدينا وعي مستقل “غير مهزوم ” غير مرتبط بالاستعمار ..اقصد الناس كلهم !
    يعني الناس مبسوطي على خواطر بكل براءة بدون ما يعرفوا ان وعيهم بتشكل بطريقة مهزومة .. وحتى احمد الشقيري نفسه يمكن مش عارف !
    يا لحيرة !!

    الله يجزيك الخير استاذ احمد وربنا يفتح عليك بفتوح العاريفن, ويزيدك من نور علمه ..

    • MohamedIBrahim كتب:

      اعتقد ان تنمية الوعي يكمن من خلال قراءة التاريخ ودراسة المتعلق بما يطرحه امثال الشقيري فمثلا المثال الذي تحدث عنه الاستاذ أحمد عندما تحدث عن الامانة فى المتجر فى اوروبا الذي جاء فى برنامج خواطر فمثلا قراءة تحليلية للموقف نجد فعلا ان هذا ليس النموذج السائد وهذا يأخذ نمط شكلي اكثر من جوهر التعامل

  26. خليل كتب:

    مقال ممتاز … يقدم رؤية ونقد بعبارات منمقة ومعقدة في بعض الاحيان … لا أخفي عليك سرا إن قلت اني لا اتابع إلا برنامج خواطر … الرجل سئم من التحذير ان هذه أمثلة وليست الكل وأنه لا يسلم بتخلف المجتمعات العربية وهو ليس دعوة للتباكي والانبهار … ولكن الرجل يأخذ أمثلة بسيطة مجردة لا علاقة لها بالصراع الكوني الذي تتصوره النخبة التي لا تقنع إلا بعضها البعض … الرجل يقدم أمثلة سهلة من قبيل احترام المواعيد واحترام المرافق واحترام انسانية الإنسان وأبسط حقوقه والتعايش بين الناس المختلفين دينا وعرقا وثقافة هي دعوة للتفكر في حاضرنا الذي ألهبته التحزبات والمتاجرات والتي يحلم بها كل طرف في مستقبل خال من الآخر …
    لن أنكر أن للبرنامج مكاسب إقتصادية لكن الرجل آثر منبرا أكبر بدلا من الإنحصار في النشاط الضيق سواء مواقع التواصل أو المجتمع المحلي …
    الرجل حاول … على الاقل لم يكن سلبيا … وهو في النهاية خاضع لتفاوت رؤية الناس للمثاليات والصواب والخطأ في إطارهما المشروع …
    إلا انه من الصعب على شخص بسيط مثلي أن يقتنع أن الرجل ينفذ بدقة متناهية خطة منسوجة بتناغم فائق لتسطيح الدين الإسلامي …
    لغة العصر الحديث تغيرت … تطوير وتحديث الفكر ليصل للناس ولكل الشرائح اصبح ضرورة بما لا يخل بأصول ومبادئ وأعراف ديننا العظيم الصالح لكل زمان ومكان بلا ريب …
    أشكر حضرتك جدا على مقالك وأتقبل وجهة نظرك بكل رحابة صدر … دمت ودام إبداعك … ولا حرمنا الله خيرك …

  27. Ahmed Samy كتب:

    في الحقيقة انا سؤالي اذا كنا نعاني من مشاكل الفقر والجهل ومثل هذه المعوقات التي تمنع من قيام المسلمين حتى بامور دينهم على الوجه الصحيح , فما العيب في الاقتداء بالغرب في حل هذه المشاكل لان لها الاولوية ؟ انا اعلم انك ليس ضد الاقتباس من الغرب لكن اسف لم افهم تخوفك بالضبط ؟

    شكرا مقدما على اجابتك 🙂

  28. MohamedIBrahim كتب:

    عدم وجود مشروع او نموذج اسلامي حضاري تقدمه احدي الفئات ضمن النطاق الاسلامي والذين يتعاون مع التاريخ ولا يهمل الحاضر هو أحد اسباب انبهار العامة بالنمط الاوروبي السائد لانه حتي الجهل بالمضمون الاسلامي للحياة هو من أهم السلبيات التي توجد فى المجتمع فأصبحت المفاهيم الرأسمالية والحياتية البحتة هي الهدف من اجل التحقيق وهذا يتأتي من خلال حوارك البسيط مع معظم الاشخاص , اي مشورع اسلامي طبعا لن يهمل الاجزاء المتعلقة بحياة البشر المتعلقة بتلبية الاحتياجات الاساسية لكنه بالطبع لن يتمحور حولها ولن يتمحور حول مسألة الربح والخسارة
    كما قلت واتفق معك ان سبب انجذاب الشباب وبعض الفئات الاخري لهذا النمط الجديد الذي يطرحه الدعاة الجدد نابع من الاساس من كمية الاحباط والواقع المؤلم لذا فانني اعتبر اكثرية الشعبية التي تحظي بها تلك البرامج أتية بسبب الانبهار الذي ينتج عن حالة الاحباط فى واقعنا المعاصر لا أكثر

  29. أمينة كتب:

    ممكن تشرح أكثر وجهة نظرك في الفقرة المتعلقة بما يقدمه الدكتور الوسويدان؟
    اقصد هذه الفقرة “و حتى لا يكون الكلام في المبهم , فلعلّ أهمّ أسماء ثلاثة ضمن تصنيف الدعاة الجدد هم : الدكتور طارق السويدان , و عمرو خالد , و أحمد الشقيري مقدّم برنامج خواطر , و لعلّه ليس من المفارقة أنّ الثلاثة قدّموا بأشكال مختلفة مسابقاتٍ إداريّة ضمن برامج اكتسبت جمهورها من هالتها الدعويّة .”
    جزيت خيرا..

  30. سمر سليمان كتب:

    الشىء الاكثر ايجابيه ..فى كل ما نمر به الان فى الدول العربيه ..”اليقظه”
    ببساطه بعد الاحداث المؤلمه ..اصبح النظر لتلك البرامج نظره مضحكه ..عندما ارى حلقه من الحلقات عن الحفر !!فى الغرب
    ما الذى يسعنى قوله انا كمصريه اعيش وسط مأساه حقيقيه ..بل اعيش وسط افراد عقولهم مليئه بالحفر ..بعد مشاهده الحلقه ..كانت الابتسامه ثم سؤال لن يجيب عليه الشقيرى ..مابالك بالحفر اللتى فى العقول؟!!..له منا كل التقدير والاحترام .

    لم اكن اتخيل ان يضيق صدرى الى هذا الحد من الدعاه ..ولم اكن سأصل يوما الى هذه المرحله دون تلك الازمه ..فأقسم بالله العظيم ان الدول اللتى تعيش مأساه حقيقيه الان ..”سوريا..مصر”اكثر ما فيها لم يعد يشاهدوا هؤلاء ..
    الازمه لا تأتى الا بخير ..

  31. احمد سمير كتب:

    السلام عليكم
    لم اقرا كل التعليقات من الممكن ان تم مناقشه ما ساقول
    مقال رائع جزاك الله خيرا
    قضيه التاصيل للامه قضيه لها وزنها بشده حاليا
    و اتذكر موقف الرسول مع عمر بن الخطاب عندما راي في يده صحيفه من التوراه فغضب منه و قال فيما معناه لو ان اخي موسي معنا لاتبعني
    غضبه الرسول ذات معني رائع في تاصيل جذور اساسيه للامه و ليجعل هناك جزر ثابت استقيت من تعليق سيد قطب علي الحادثه فيما اقول
    اعتقدت ان جزء من حل المشكله في تفسير هذه الحادثه و الانطلاق منها
    و السوال هل نحن نهرب من الواقع الاسلامي الصحيح لانه مختلف عن واقعنا
    و عدم تخيل من بيدهم الحشد لهاذا المنطلق لانه لم تدر تروسه حتي الان في واقعنا و اصبح مثلا امريكا هي الفاصل سياسيا حتي و تكون رضانا عن كل امريكا عامه اذا كانت لمصلحتنا . هذا الواقع المشوه للشباب و عدم ادراك التفاصيل يجعل الجذر الاسلامي عكس ما يكون في واقعه الرسول مع الفاروق
    حيث اصبح الاسلام ضبابيا
    المشكله في غرس هذا الجزر و تدعيمه و جعله ثابت بحيث حتي لو دارت الدوائر تكون البوصله صحيحه و لا يتداخل معها بعض العهر كما يحدث الان و هذا الثابت لا يتناقض مع تقدم ابدا ز
    جزاكم الله خيرا علي المقال الرائع
    دمتم بخير

  32. لو كان هؤلاء صادقون لعرضوا “افكارا” و “طروحات” مثل التي تعرضها أو لاستضافوا امثالك من اصحاب الرأي الآخر !! و لكنهم تماما كما تصفهم يريدون أن يسوقوا و يبيعوا “الحلم” على طريقة برنامج الياناصيب و القمار الذي يسمونه “الحلم” !!! فمن كان لديه “حلم التطور” لهذه الامة فيستطيع “دغدغة” مشاعره ببرامج مثل “خواطر” اما الذي يريد “حلم المادة” فيستطيع “دغدغة” جيبه ببرنامج “الحلم” !!!!!!!!!!

    شكرا على مقالتك انها تختصر عدة كتب

    محمود

  33. د. زاهر كتب:

    اسمحلي أستاذ أحمد أن أرد و إن كان ردي متأخرا
    لا يسع أحدا أن يقرأ هذا المقال إلا أن يعجب بحسن سبكه و ترتيبه و عمق أفكاره
    و لكن ليتسع صدركم قليلا لأنقد نقدكم … سأتكلم عن برنامج خواطر لأنه حقيقا هو الوحيد الذي تابعته في رمضان و لم أتابع غيره.
    أنتم ركزتم كثيرا خلال الحديث عن برنامج خواطر على فكرة الفصل الذي قام به أحمد الشقيري بين الصور الناصعة التي نقلها من الحضارة الغربية و بين السياق التاريخي الطويل الذي أنتج هذه الصور و فهمت منكم أنه لا ينبغي عرض هذه الصور الجزئية بمعزل عن الصورة الكلية الكبيرة … ثم بعد ذلك تفاجأت بك تقول في بعض ردودك على الإخوة المعلقين أن اعتراضك ليس على الاستفادة من الغرب و (الاقتباس) و إنما اعتراضك على جعل الغرب محورا للاقتداء … أليس أخذ صور جزئية محدودة يعتبر اقتباسا و استفادة من هذه الصور بعينها !!!!

    برنامج خواطر في الجزء الأخير منه -استاذنا الكريم- كان بشكل واضح (اقتباس) من هنا و هناك لصور حضارية متطورة صالحة للاقتداء و أغلبها كان في مجال الخدمات العامة و البنية التحتية و التطور العلمي و الأفكار الإبداعية …. لا أدري ما حاجة هذه الأمثلة لربطها بالتاريخ أو الأخطاء الغربية … “الحكمة ضالة المؤمن” كما قال صلى الله عليه وسلم و لعلك قرأت عن “أوليات عمر بن الخطاب” و هي الأمور التي كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه هو أول من أدخلها للدولة الإسلامية و لو تتبعتها لوجت أن أغلبها مأخوذ من الدول و الشعوب التي دخلت تحت راية دولة الإسلام و أغلب تلك الأمور كانت في مجال آليات إدارة الدولة و تنظيمها و لم يمنع عمر عن العمل بها أنها جاءت من عبدة النار أو الأوثان …
    بالنسبة لي على الأقل لا أرى أن الشقيري قد أعطى انطباعا بأن الغرب بحسناته و مساوئه هو محور القدوة بالنسبة لنا و ذلك لأسباب منها :
    1- أنه في كل حلقة من البرنامج كان يعيدنا عدة مرات إلى مفاهيم ديننا و يركز على مفهوم الإحسان و على أن هذه الصور الناصعة هي في الأصل منبعها من عندنا .
    2- أنه لم يجعل الحضارة الغربية بشكل كامل هي المغزى و الهدف من حلقاته و إنما كان المغزى هو مفاهيم مستقاة من صور متفرقة من هنا و هناك
    3- أن مواضيعه و حلقاته كانت من جميع أنحاء العالم … من أوربا و أمريكا و أسيا و تركيا و عدة دول عربية و لم تكن مقتصرة على دول الغرب فقط.

    نحن لا نحتاج إلى قالب واحد معين من الدعاة و البرامج و إنما نحتاج إلى تنويع الخطاب .. فهناك خطاب علمي شرعي كدروس الفقه و العقيدة و غيرها و هناك خطاب تاريخي أرى و الله أعلم أنه يجب أن يتغير كثيرا و هناك خطاب تربوي و هناك خطاب فكري و هناك خطاب تحفيزي كالذي نراه من خواطر … فلماذا نحمل البرنامج و صاحبه فوق طاقته .. و هو يتبنى هدفا تحفيزيا تشجيعيا يحث الناس و الشباب على أن يروا أين وصل غيرهم و على أن يسارعوا للحاق بركب التقدم و العلم الذي سبقنا بمراحل .
    البرنامج بقي في نطاق المفاهيم الحضارية الدنيوية التي لا يسع أي حضارة أن تتقدم فيها إلا بالستفادة و البناء على من سبقها و هو لم يدخل في مجال المفاهيم الدينية و الروحية لذلك لا أرى مجالا لنقده من هذه الناحية.

    ملاحظة أخرى .. لا يعيب البرنامج أبدا الميزانية التي صرفت عليه مهما كان حجمها فهي لم تصرف في باطل .. و جميع البرامج المشابهة في العالم تصرف عليها مثل هذه المزانيات و أكثر و تستطيع مشاهدة قناة ناشيونال جيوجرافيك لترى أمثلة لا حصر لها على برامج تصرف عليها ميزانيات أكبر من برنامج خواطر و ربما كانت تلك البرامج عن أنواع من الحشرات أو الحيوانات ..

    في خاطري كلام كثير و لكنني لا أريد أن أطيل …. و قد أطلت حقا !!! … و بارك الله بكم

  34. د.محمد لامع الدروبي كتب:

    بارك الله بك د.زاهر كلامك رائع وايضاحك ضروري جدا فجزاك الله خيرا ..وجز الله خيرا كل من اسهم في ايضاح الحقائق للناس وابعدهم عن الشك في دعاتهم ..

  35. Diaa Al-kabbani كتب:

    رائع رائع رائع!!! كلام فائق الروعة والإتقان..

اترك رداً على احمد سمير إلغاء الرد